المنتج الفني
خالد أبو حشي
عثرة نتاج الأحساء 3 - 4
ثقافة العمل الإنتاجي التحصيلية المجربة
عندما فكرت في
أفتتاح مؤسسة إنتاج و توزيع فني , وأقول : مؤسسة , وليست ( شركة ) , ذلك لتجربة
العمل الإنتاجي في المنطقة , باعتقاد مني بأن العمل في الحقل الإنتاجي الخاص , هو
بمثابة فكرة زراعة أراضي , و المحصول لها يكون هو الإنتاح , مع علمي .. بأن
العناصر الضرورية لمثل هذه الزراعة , يجب أن تتوفر في منطقتي التي أعيش فيها , و
إلا سوف تكون زراعتي في أراضي أخرى , تكون أراضي خصبة , وفيها وفرة الموارد
المستخدمة للزراعة , و توفر سبل و طرائق الزراعة .
كانت مغامرة مني ,أن
أكون مزارعاً , في أراضي لا تقبل مثل زراعتي لأي محصول فيها ,لا موسمياً .. و لا أرض صالحة , و لا بذور
مستوردة من الخارج , من الممكن أن أزرعها , فقط كان لدي ( المادة ) المال ,
والخبرة ( البذرة ) المحلية , و معرفتي بشهور الطقس المناسبة للزراعة .
استشرت مستشاري
القانوني ,في بداية افتتاحي لمؤسستي الإنتاجية , ثم عمل لي دراسة جدوى لطبيعة نتاج
مؤسستي , و قدر لي مقدار الميزانية المالية , التي ممكن أن أعمل بها , وهي ميزانية
لخمس سنوات , و أحافظ عليها , وأن لا أصرف أكثر منها , ذلك للفترة التشغيلية
التجريبية للمؤسسة , و قدم لي النصائح و لإرشادات و التوعية , المهمة لعملي
الإعلامي في النشر الخاص , لمصنفات مسموعة و مرئية , و الحفاظ على أصول النتاج , بأنه
يجب أن يكون نتاج شرعي قانوني محافظ , يقدم من أرض محافظة للعادات و التقاليد ,
ذلك لعمل نتاج معتبر .
ولكي تكون عملية الإتتاح ذو هدف طيب , و نقي و
خالي من شوائب العمل , و بعيد عن المصلوحاتية و الشللية , و الدفيعة للمال من طرق
غير قانونية , والابتعاد عن كل شبهة , و محاولة عدم الحاق الضرر, بأنواع
الديموغرافية المحيطة بي .
أخذت بكل تلك
النصائح و التوجيهات , و الدراسات والخطط , لبدء العمل , و بدأت أعمل بالشكل المطلوب
, وحسب الخطط الموضوعة لي , من قبل مستشاري القانوني ولمؤسستي , ..ذلك على أنني
أستشيره , في كل صغيرة و كبيرة أريد أن أفعلها , أو تقوم بها مؤسستي بإنتاجها ,
خاصة بأنني معتنق فكرة ( الزراعة ) في عملي , وليس لدي مقومات الزراعة , و ينقصني
الكثير منها .
و حسب الخطة الاستراتيجية
الإنتاجية المرسومة لي , و لكي أبدأ بها ,
قمت بإنتاج البوماتي , ذات الطابع الأكاديمي في الموسيقى و الإنشاد , بالإضافة
لتكوين فرقة مسرحية باسمي و أسم مؤسستي , هي فرقة خالد أبو حشي للفنون المسرحية و
الإنشاد والاستعراض , و الموجود البوماتها في الأسواق ,وهذه الفرقة المسرحية تملك
إدارة مسرحية أكاديمية , وعلى رأسهم السيناريست و الشاعر العربي المعروض / درويش
الأسيوطي , ومدرب الموسيقى الأكاديمي / محمد رحمه , و المخرج المصري المعروف /
عباس منصور, و غيرهم من الأكاديميين .
بالإضافة لإنتاج
أكاديمي في الموسيقى , بتأليفي و توزيعي و إنتاجي ل ( أول أوركسترا أحسائية ) ,
وهي خاصة بفرقتي , فرقة الشرقية الموسيقية بالأحساء , أما بالنسبة للفرقتي الثالثة
, وهي فرقة خالد أبو حشي لليوه , سوف تنزل البوماتها في الأسواق عن قريب أن شاء
الله .
و عملت ما علي و ما
من المفروض أن أعمله , من نتاج طيب و أكاديمي , يشهد له كبار الأكاديميين و
الأستاذة , وذلك هدف مرجو من قبلنا جميعاً , و الله سبحانه و تعالى وفقنا , أنا و
أعضاء مؤسستي الفنانين , أن نتعاون و ننتح نتاج طيب , نتاج أكاديمي صرف و بحث
بمعنى الكلمة , وذو جودة عالية ومهنة تقنية رفيعة المستوى, حسب إمكاناتنا البسيطة
المتواضعة , و رؤية المستشار القانوني لمؤسستي .
و لكون الصناعة
الفنية للفنون , هي رسالة يطول عمرها , ويستفيد منها الناس , وخصوصا الأكاديميين ,
و لكون نتاجنا و الحمد لله , تشهد به و له اساتذة الفن من خارج منطقتنا , التي
صنعناه فيها و أنتجناه , و وفقنا الله سبحانه وتعالى , بأن مؤسستنا هي المؤسسة
الأولى و الوحيدة في المنطقة , التي تصنع المصنفات الفنية الأكاديمية , التي تفيد
البشر , و تكون لهم مرجعاً في يوم من الأيام , وحصلنا على شهادة الجودة ( شهادة
شفوية من أساتذة الفن ) , وليس لدينا شرهة بالحصول على شهادات مكتوبة , ذلك لأنه
لا يوجد من حولنا , من هو أكاديمي في الفنون التي نصنعها .
أقول ذلك بكل فخر و
اعتزاز بنتاج مؤسستي , و أنه ليس بفخر أو غرور , و كنت دائما لا أصرح في وسائل
الإعلام , بأنني سوف أنتج مصنف ما , بل و أن صنعته و أنزلته الأسواق , أبدأ
بالتصاريح , بأن لدي نتاج موجود في الأسواق حالياً, وحسب نصائح المستشار القانوني
لي , بأنني لا يجب عليا أن أصرح بما لا أقدر العمل به أو عليه , وأن الأفعال يجب
أن تسبق الأقوال .
و لنا الآن و الحمد
لله على أوائل نتاجنا الخاص , لمجموعة فرقي الموسيقية والإنشاد , التسع سنوات ونحن
نتلقى التهاني والتبريكات على جودة , نتاج مؤسستنا , التي نتفاخر بأننا صنعناه في
منطقتنا , و أغلب المقَيمين لنتاجنا , هم من بلدان العالم العربي و الغربي , و
كأننا صنعنا مصنفاتنا اليوم , و هي طازجة للأبد , ذلك لأنها جديدة لم يستمع إليها
أحد من قبل , ومرجع من الممكن أن يرجع إليه المتدربون , في الفنون الموسيقية و
الإنشاد .
لقد وصلنا إلى ما
نصبوا إليه , بتوفيق من الله ورعايته , و
مَنّه و فضله علينا و الحمد لله , ثم بجودة نتاج محاصيلنا الزراعية , ذلك العضوية
الأساسية , و جوده و متانة النتاج , بجهود أعضاء مؤسستنا , الأساتذة المشهود لهم
في العالم العربي , ولم أختار في بداية أي عمل إنتاجي , بأشخاص هواه أو مرتجلون , أو
عاملون على البركة و السليقة , ولن أقدم أي عمل معهم , فأساتذة أنتاج مؤسستي يستحقون
الوقوف معهم , و تكريما لهم , أن صورهم تزين أغلفة ألبوماتي , و من داخلها و فيها
كلماتهم الخاصة و تواقيعهم , ويكفيني شرف أن أتحمل البوماتي صورهم و اسمائهم ,
فالشكر كل الشكر لهم .
الشاهد في الموضوع هو الآتي :
أين زبائن مؤسستنا
, وما هي نوعيتهم , و ما هي أرباحنا و خسائرنا , و هل نحن مازلنا مزارعين على أرض
ليست فها مقومات زراعة مصنفنا , و هل نحن راضون عن عملنا الإنتاجي أم لا ؟.
1-
زبائننا الكرام غير
قادرين على الإنتاج , النتاج الخالص الطيب و يتمتع على الأقل , بأبسط حقوق الإنتاج
, وإذا أحضر لنا الزبون نتاجه من البومات, يكون متحفظ ليه أو يسحبه منا ,عبر فترة
الإنتاج له , .. و الأقوال و الأعذار التي تقدم لنا من قبل الزبون هي : أما أهلي
غير موافقين على أن أكون فنان , أو لاعتبار أن أحد في العيلة ملتزم , وهو غير
موافق , أو أن الزبون ( المتفنفن ) قادم إلينا من كوكب آخر , ويطلب منها الطلبات
الكبيرة و الصعب تحقيقها , ذلك مقابل تنازله لنا بإنتاج مصنفه الفني , أو أن
الزبون ( طقاق ) يحضر لنا صرقعة طبول وطيران و مسميها فن , أو أن الزبون يراجعنا
على مدى سنتين أو ثلاث سنوات على أنه يريد طباعة البومه و متردد .
أو أن الزبون يأتينا , لكي يتبارك بزيارتنا
ويشرب لدينا لشاي , ( زبون شاي على مدى ثلاث أو أربع سنوات ) ,.. أما الزبائن
الفنانين المعروفين , أنهم متفقون على مقولتهم : ( لا نرد مؤسسة إنتاج و توزيع , من
نفس منطقتنا لكي تنتج لنا ألبوماتنا !! ) , أو زبائن طامعين في الحصول على
الملايين , فيذهبون لمؤسسات و شركات توزيع خارج منطقتنا , ويفاجئون بالطرد من قبل
تلك الشركات , و يلجؤون إلينا في آخر المطاف , و نحن لا نتعامل معهم على الأطلاق ,
وليست لدينا الملايين لنعطيهم أياها , مقابل البومات نشاز و صراخ وعويل , و صرقعة
طبول و طيران .
2-
أما طبيعة عملنا ,
بأننا لا نفكر بالربح أو الخسارة , في عمل مؤسستنا , لأننا نعمل بشفافية , و بفلوس
حلال من حلال , ليس فيها أي مشاكل أو ظلم لأحد , و لا نحن متوقعين الربح , من
نوعية زبائننا الأكارم , فالأرزاق بيد الله , وليست بيد البشر , و الرزاق هو الله
سبحانه و تعالى , وأن الزبائن لا يرزقون , و ليس في يديهم شيء نطمح بالحصول عليه ,
سوى الابتعاد عنهم بقدر المستطاع , وأن الله سبحانه و تعالى هو الرافع و الخافض ,
و النجومية للإنسان , الله و حده القادر على صناعتها ,أما زبائننا ففخر لنا أننا
نتعرف عليهم .
3-
أما نتاجنا , فنحن
ليست لدينا مقومات الإنتاج الارتجالي , ولا نطمح الوصول إليه , ونرفض أي تعامل به
و معها , و كأن مؤسستنا أصبحت خاصة لنتاج شخوص أعضاء المؤسسة من الفنانين الأساتذة
, لا لغيرهم .
4- أما بالنسبة إلى الرضا , فنحن راضون أتم الرضى , لأننا و بفضل من الله ,
قد تخطينا الخطوط الحمراء , للإنتاج الأكاديمي , مما تؤهلنا هذه الخطوة , بعمل
الأكبر و الأفخم , للعمال الاكاديمية بكل فخر , و تمكن و قدرة و معرفه لأجواء
الإبداع و التفنن و صناعته .
بالنسبة لمفاهيم عملنا الإنتاجي , فأننا غير
مفهومون لدى العامة , لأننا لا نقدم لهم ما يريدون لهز الأواسط و الأغراء , أنما نحن
نعمل عمل إنتاجي نريد به أن نرفع أسم منطقتنا وبلادنا عالياً و ذلك شرف لنا و شرف
المهنة المرجوة .