نقلاً من مدونة مطربين الأحساء
حكايات الطرب زمان في الاحساء
يذكر لنا أحدى مطربين الاحساء حكاياتهم زمان من أيام الطرب حين ذلك في الظروف الصعبة التي لم يكن متوفر فيها كهرباء و لا أجهزة تسجيل و خلافها .
يقول : كنا في عام 1960 و قبله في أواخر جيل ال 1950 كنا نحلم باقتناء آلة العود و العزف عليها و كنا نقدر و نحترم المطرب و له منزلة بيننا ما عدى في أوساط الملتزمين فأن المطرب منبوذ و عير مرحب به .. كنا نرى المطربين و كيفية عملهم للبروفات :
1- أما عن طريف ( المشتختة ) و هي مشغلة الأسطوانات القار بدون كهرباء أو عبر من يعرف العزف و كانت الطريقة كالتالي : يحضر المتدرب المشتختة و يشغل عليها أسطوانة ( و كانت الأسطوانات أما عراقية أو تركية ) لأن فيها عزف أما عود او بزق وتتم عملية التماشي معها و حظك جميل لو كان معك شخص يعرف يدوزن آلة العود لك و يعملك مواقع الدساتين و يتابع معك العزف .
2- أو إذا كان معك مدرب عود يكون ذلك أفضل لأنه سوف يتابعك و يعطيك المفيد و منا لمفيد آنذك تعمل العود على لطريقة اليمنية الصنعانية و العدنية لأنها تسهل عملية عزف العود على طريقة الكوردات و الدندنة المستمرة .
و بعد وصول الكهرباء إلى الأحساء كانت هناك الأشرطة الكاترج و بعدها الكاسية و تمت عملية التسجيل و طرق هندسة الصوت , ولكن كنا نفتقد إلى مكسرات هندسة الصوت و البحث عن الصدى وكنا نسجل في الأماكن التي يوجد فيها الصدى مثل داخل البيت الجديد الذي يبنى حالياً و فيه تردد للصدى أو تحت درج المنزل لأنه يوجد تردد للصدى أو في الأماكن المغلقة التي يتكون فيها الصدى و هكذا .
و كانت تلك الأجيال تفتقد لتعليم الموسيقى و تدريس المقامات و فكانت تأخذ عبر طريق الاستماع للأغاني المصرية والعراقية و اليمنية الصنعانية لأنه كنا نملك الأشرطة التي كانت تسجل عليها تلك الأغاني , وغالبا ما يكون العود غير مدوزن كويس و صوت المغني خارج السلم الموسيقي و نشاز ( هه حي الله بحسب ما نعرفه ) نعزفه و كان المقام الموسيقي الشهير في الاحساء هو مقام الراست المنشق منه سلم مقام الراست الاحسائي ( الركيك ) نوعاً ما و على أمكانات المغنين عليه أمثال عيس الحسائي و طاهرالاحسائي و عبد المجيد الاحسائي و الكثير من الفنانين و كان الناس يطربون لمقام الراست الاحسائي و بعد ذلك خرج الكثير من مطربين الاحساء من مغنين و عازفين إلى خارج السعودية لدراسة الموسيقى و تعلم العزف على العود و باقي الآلات الموسيقية , و قبل ذلك كانت الموسيقى والغناء يتعلمون سماعياً من أحدى المطربين أو العازفين المتمكنين آنذاك , و كانت هناك مجالس لتعليم العود و الغناء مثل الفنان الإحسائي / مطلق دخيل و كان مدرب للفنان / عيسى الاحسائي و من حولهم طاهر الاحسائي و غيرهم الكثير من فنانين المبرز و بالأحساء , و أيضا مجلس الفنان / عبد الله بوخوة و / الفنان صالح الصفية و الفنان الصجير ابو ماهر و غيرهم الكثير من مجالس أهل الهفوف , ولا يسعنا الوقت او المكان لذكر الكثير من مدربين آلة العود و المدربين على الغناء آنذاك , فنكتفي بهذا القدر , ونحن بحاجة إلى سرد الأبرز من أسماء الموسيقيين السماعيين المهمين في الأحساء و الأكاديميين الذين خدموا الاحساء و الطرب الاحسائي .
و في بداية الثمانينات من القرن المنصرم حاولت جمعية الثقافة والفنون بالإحساء استقدام مدرب للموسيقى يعطي الدروس في الموسيقى لتسترشد عملية التعليم الموسيقي في الاحساء و كانت تعطي الدروس التعريفية للموسيقى و الغناء و السلم الموسيقي و كتابة النوتة الموسيقية , و كان وقتها يدرب الموسيقى الأستاذ الموسيقار الدكتور السوداني / عبد الماجد خليفة و الأستاذ الموسيقار السوداني / محمد رحمه و كان هناك بعض العازفين الذين يدربون عل الموسيقى في مجالسهم تدريب سماعي مثل عازف الكمان / مبارك السعيد يعطي المقامات و يعلم العزف على العود والغناء التعليم الارتجالي التعريفي للموسيقى و بدون معرفة للنوتة الموسيقية سواء كتابة أو قراءة أو عزف فقط كان يجيد عزف الكمنجة للمقامات الموسيقية العربية الشرقية بعزف جيد و كان أفضل من يؤلب ( إدليبات المقامات ) و له العديد من (الإدليبات الموسيقية ) المحفوضة بأسمه في أوائل الحانه التي أعطاها فنانين الاحساء .. كان محط الأنظار للفنانين في حينها و بالتحديد أوئل الثمانينات من القرن المنصرم و دعم جمعية الثقافة والفنون له بجعله رئيس الفرقة الموسيقية بالجمعية مما حذا بفنانين الاحساء إليه و التوجه إليه أي العازف / مبارك السعيد لقصد الظهور و الشهرة بواسطة الجمعية , فكان الكثير من الفنانين حول مبارك و في معيته منهم الفنان م محروس الهاجري و الفنان / حسين قريش و الفنان / ايوب خضر , والفنان / حسين بوشليبي و آخرهم الفنان / ناصر الصالح , والفنان عبد العزيز المنصور و غيرهم الكثير , واستفاد العازف/ مبارك السعيد من الجمعية و العمل باسمها و تحت لوائها و تمويلها و دعمها الإعلامي , ذلك كان قبل أخذ زمام الأمور منه و توليها للموسيقار/ خالد ابوحشي و خالد لم يمول و لم يدعم و لم يوجه إلى الإعلام من قبل الجمعية , ولكنه واصل مشواره من جيبه الخاص و من إمكاناته و قدراته و محاولات خروجه للشهرة بطاقته الشخصية المتواضعة و الصبر لعدة سنوات حتى أثبت الفنان /خالد ابوحشي نفسه ووجوده على الساحة الفنية بجدارة و من مقومات المصروفات من ماله الخاص .. و من المدربين السماعيين الأستاذ / عبد العزيز الخشرم عازف الكمان كذلك و العديد من عازفين الموسيقى في منطقة الصالحية أمثال عبد الله البريكان و ابراهيم الخميس و صالح الصفية وايضاً من المبرز و النعاثل و بعض القرى الشرقية للإحساء .. و أيضا المطربين أمثال المطرب / علي التركي الذي يعمل العزف على العود و الكمان تعليم سماعي ارتجالي و الكثير من المطربين . حتى أتي في منتصف الثمانينات الموسيقار صاحب فرقة الشرقية الموسيقية بالإحساء / خالد ابوحشي و كان يعطي الدروس المجانية في العزف على الآلات الموسيقية تعليم سماعي حتى عام 1990 بدأ بإعطاء الدروس والأكاديمية المكثفة للموسيقى وإشباع حاجيات و متطلبات الموسيقي من المعلومات الموسيقية من إرشادات و كتابة و تنوي و قراءة النوتة الموسيقية و أصبح الأستاذ الموسيقار / خالد ابوحشي أستاذ يشار إليه بالبنان في تدريب و تدريس الموسيقى و توجيه المطربين التوجيه الأكاديمية كأول أستاذ موسيقى أحسائي معتبر يدرب النوتة الموسيقية و يعطي شهادات موثوق بها و مصدقة من جمعية الثقافة والفنون بالإحساء و بالتحديد في فترة رئاسة الجمعية للأستاذ المرحوم / عبد الرحمن المريخي حيث ابدى الأستاذ عبد الرحمن استعداده لإعطاء الشهادات الموثوقة المكثفة و المصدقة من قبل جمعية الثقافة والفنون بالإحساء .. و بالإشارة بأن أعلب المتدربين على النوتة الموسيقية قراءة و عزف و كتابة كانوا لا يثقون بدروس الأستاذ/ خالد ابوحشي لهم و كان أغلبهم يذهب لمواصلة تدريبة أما في جمهورية مصر العربية أو في دولة الكويت .. وكان المتدربون يقدمون أوراقهم و يسألون سؤال واحد في كل معاهد التدريب و هو : هل أخذت دورة تدريبية في الموسيقى ؟ و يجيبون متدربون خالد ابوحشي ب : نعم على يد المدرب الاحسائي الموسيقار / خالد ابوحشي .. و يسألونهم الأساتذه هناك , ويجيبون المتدربين بأن خالد ابوحشي أعطاهم المعلومات الكثيرة و الوفيرة بحيث أن معدل مقررات التدريب لدي تلك المعاهد و على تراخيصها لا يدرس فيها تلك المعلومات التي أعطاهم لهم خالد ابوحشي و أنها أعلى بدرجات من مستوى التدريب و التدريس عند تلك المعاهد , وكانوا يعطون الشهادات وهم واقفون لأنهم أجتازو مرحلة التدريب في تلك المعاهد , فقط يدفعون نصف الرسوم و تحرر لهم الشهادات , و كان مدربوا تلك المعاهد يرسلون رسالة سلام و تحية للموسيقار خالد ابوحشي مع متدربينه هي : بعث السلام و التحية و من ثم النصيحة بمواصلة تدريس الموسيقى على هذا المنوال ومن اسماء المتدربين الذين ذهبوا إلى معاهد مصر و قد تدربوا على يد خالد ابوحشي منهم / بندر البندر و /علي محمد بوتى و إبراهيم الحسين و غيرهم المتدربين الكثر .
وقد ألف الموسيقار خالد ابوحشي العديد من مؤلفات تدريب الموسيقى لم تطبع حتى الآن وشرح مبسط مستوفي لسلم و مقام السلام الملكي السعودي و مؤلف ( تبسيط قراءة النوتة الموسيقية ) و مؤلف ( كيف تعزف الموسيقى ) و مما زادنا شرف في الإحساء تجاه الحضارة الموسيقية قد ألف الموسيقار / خالد ابوحشي أول أوركسترا أحسائية تدل على رقي هذا الموسيقار و على فهمه للموسيقى و كشهادة له يقدمها للذين ينتقدوه في الموسيقى ( تحدياً وحسداً غيرة ) بأنه تجاوز حدود ( العرقية الموسيقية ) في الاحساء إلى خطوط الموسيقى العالمية و لم يقف هذا الموسيقار عن حد معين بل أقدم على خطوة جريئة لخدمة نتاج الإحساء ألطربي بتأسيس مؤسسة إنتاج طربية في الإحساء و كأول مؤسسة أحسائية تنتج نتاج مطربين الإحساء و تدخل تاريخ الطرب الأحسائي بإنتاجها العديد من البومات مطربين الإحساء و بذلك يكون الموسيقار / خالد ابوحشي الراعي التجاري الرسمي للطرب الأحسائي و كرجل عمل بجهد و نشاط بانتشال الموسيقى الاحسائية و الطرب الأحسائي من أجيال الظلام السماعية الارتجالية إلى عالم النور و الحضارة الموسيقية الراقية التي لا يشكك أحد ما في قدرات هذا الموسيقار الفذ و عطائه للفن ألطربي الأحسائي و بذله قصارى جهده لرفع أسم الإحساء عاليا في علوم الحضارة الموسيقية و كأول موسيقار يولد في الإحساء عرفه المطربون و الموسيقاريون العالميون قبل أن يعرفه بعض مطربين دول الخليج العربي , فوقفة مع هذا الرجل الذي رفع من أسهم الحضارة الموسيقية الإحسائية و قدم مالا يستطيع أحد غيره بكل جدارة وأحقية و دخل من أبواب تاريخ الموسيقى من أوسع الأبواب و قد لا يحتاج لجامعة ليدرس فيها و هو تخرج من الجامعة الخاصة به و حصل على دكتوراه في الموسيقى بواسطة تأسيسه أول مؤسسة إنتاجية للموسيقى بالإحساء و تأليف و تنويت و عزف و تسجيل و إنتاج أول أوركسترا أحسائية .. في حين أن الدكتور في الموسيقى يحصل على شهادة الدكتوراه و لكنه لا يقدر على إنتاج عمل موسيقى حضاري أو على تأسيس مؤسسة إنتاج وتوزيع فني ما زالت قائمة حتى الآن
رابط الاستماع إلى أحدى المقطوعات القديمة التركية التي كانت تعمل عليها بروفات على العزف على العود
